عندما نأتي للحديث عن هذه الفريضة المهمة، الحديث عنها واسع وكثير، ومهمٌ في الوقت نفسه، فهي قبل كل شيء حاجةٌ إنسانية، حاجةٌ إنسانية، لا ننظر إليها وكأنها عبئ في التزاماتنا الدينية والإيمانية، وكأنها تمثل حملاً ثقيلاً أتى به الإسلام، ومثَّل مشقةً كبيرةً علينا، وكنا لولا هذا التكليف الديني وهذه الفريضة الدينية وهذا الالتزام الإيماني كنا سنكون مرتاحين وسالمين من أعباء هذه الفريضة وهذا الحمل، هي حاجة إنسانية، الواقع البشري فيه التظالم، فيه التحديات، فيه الأخطار، فيه الطغاة، فيه الصراع كحالة قائمة في الواقع البشري، وما من أمةٍ من الأمم إلَّا وعندها اهتمامات عسكرية وسعي حثيث لتكون أمةً قويةً، ولتمتلك القدرات والخبرات العسكرية التي تتمكن من خلالها من الدفاع عن نفسها، كل البشر يعون هذا، يعون أن الواقع البشري فيه الصراع، وفيه الأطماع، وفيه التحديات، وفيه الأخطار، وأن أي أمة هي معرَّضة للخطر وللتحدي من هذه الأمة أو من تلك، من هذا العدو أو من ذلك الطرف، ولهذا يسعى البشر بمختلف أممهم، بمختلف مشاربهم، بمختلف أديانهم، بمختلف توجهاتهم، إلى أن يكونوا أقوياء، إلى أن يمتلكوا القدرات العسكرية،
اقراء المزيد